قوله تعالى:{فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} [ البقرة: 243] .
إن قلتَ: هذا يقتضي موتهم مرتين ،وهو مناف للمعروف أن موت الخلق مرة واحدة ؟
قلت: لا منافاة إذ الموت هنا عقوبة مع بقاء الأجل ،كما في قوله تعالى في قصة موسى:{ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ} [ البقرة: 56] .
وثَمّ موت بانتهاء الأجل ،ولأن الموت هنا خاص بقوم ،وثم عام في الخلق كلهم ،فيكون ما هنا مستثنى إظهارا للمعجزة .
قوله تعالى:{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [ البقرة: 243] .
إنما ذكر لفظ الناس هنا وفي"يوسف "({[76]} ) و "المؤمن "({[77]} ) وتركه في"يونس "({[78]} ) و "النمل "({[79]} ) .
لأن ما في الثلاثة الأولى ،لم يتقدمه كثرة تكرر لفظ"الناس "،فناسب الإظهار ،وما في"يونس "تقدّمه ذلك فناسب الإضمار ،لئلا تزيد كثرة التكرار ،وما في"النمل "تقدّمه إضمار الموحى إليه ومخاطبته فناسب الإضمار ،وبعضهم أجاب بما فيه نظر فتركته .