قوله تعالى:{فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم}({[536]} ) [ الصافات: 88 ،89] .
لم يقل"إلى النجوم "مع إنّ النظر إنما يتعدى ب"إلى "كما في قوله تعالى:{ولكن انظر إلى الجبل} [ الأعراف: 143] لأن"في "بمعنى"إلى "كما في قوله تعالى:{فردّوا أيديهم في أفواههم} [ إبراهيم: 9] أو أن النظر هنا بمعنى الفكر ،وهو يتعدى ب"في "كما في قوله تعالى:{أو لم ينظروا في ملكوت السموات} [ الأعراف: 185] فصار المعنى: ففكّر في علم النجوم .
فإن قلتَ: لم لم يجز النظر في علم النجوم ،كما جاز لإبراهيم ؟ !
قلتُ: إذا كان الناظر فيه كإبراهيم ،في أن الله أراه ملكوت السموات والأرض ،جاز له النظر فيه .
وقوله:{إني سقيم} قاله إبراهيم عليه السلام ،ليتخلّف عنهم ،إذا خرجوا إلى عيدهم ،فيكيد أصنامهم .
فإن قلتَ: كيف جاز له أن يقول ذلك ،مع أنه ليس بسقيم ؟ !
قلتُ: معناه سأسقم ،كما في قوله تعالى:{إنك ميّت} ،أو سقيم القلب عليكم لعبادتكم للأصنام ،وهي لا تضرّ ولا تنفع ،أو أنّ من يموت فهو سقيم .