قوله تعالى:{والسماء رفعها ووضع الميزان} [ الرحمن: 7] .
قرنه برفع السّماء ،لأنه تعالى عدّد نِعمه على عباده ،ومن أجلّها الميزان ،الذي هو العدل ،الذي به نظام العالم وقِوامه .
وقيل: هو القرآن ،وقيل: هو العقل ،وقيل: ما يُعرف به المقادير ،كالميزان المعروف ،والميكال ،والذراع({[608]} ) .
إن قلتَ: ما فائدة تكرار لفظ الميزان ثلاث مرات ،مع أن القياس بعد الأولى الإضمار({[609]} ) ؟
قلتُ: فائدته بيان أنّ كلا من الآيات مستقلة بنفسها ،أو أن كلا من الألفاظ الثلاثة ،مغاير لكلّ من الآخرين ،إذِ الأول ميزان الدنيا ،والثاني ميزان الآخرة ،والثالث ميزان العدل({[610]} ) .
فإن قلتَ: قوله{ألا تطغوا في الميزان} [ الرحمن: 8] أي لا تجاوزوا فيه العدل ،مُغْن عن الجملتين المذكورتين بعد ؟ !
قلتُ: الطغيان فيه: أخذ الزائد ،والإخسار: إعطاء الناقص ،والقسط: التوسط بين الطرفين المذمومين .