قوله تعالى:{ويوم يقول كن فيكون قوله الحق ...} الآية [ الأنعام: 73] ،خصّ{قوله الحق} بيوم القيامة ،مع أنه لا يختص به ،لوجوده في الدنيا أيضا ،لأن ذلك اليوم ،ليس لغيره تعالى فيه قول يُرجع إليه ،بل قوله فيه هو الحقّ الذي لا يدفعه أحد من العباد ،لانكشاف الغطاء فيه ...ونظيره قوله تعالى:{والأمر يومئذ لله} [ الإنفطار: 19] مع أن الأمر له في كل زمان .
ومثل ذلك يأتي في قوله:{وله الملك يوم ينفخ في الصور} [ الأنعام: 73] وأما ملك غيره في الدنيا ،فهو إنما يكون خلافة عنه ،وهبة منه وإنعاما ،بدليل قوله تعالى في حقّ"داود "عليه السلام:{وآتاه الله الملك والحكمة} [ البقرة: 251] .