قوله تعالى : { أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ } فيه وجهان : أحدهما أنه خطاب لليهود لأنهم كانوا إذا وَجَبَ الحكمُ على ضعفائهم ألزموهم إياه ، وإذا وجب على أغنيائهم لهم يأخذوهم به ؛ فقيل لهم : أفحكم عَبَدَةِ الأوثان تبغون وأنتم أهل الكتاب ! وقيل : إنه أُرِيدَ به كل من خرج عن حكم الله إلى حكم الجاهلية ، وهو ما يُقْدِمُ عليه فاعله بجهالة من غير علم .
قوله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً } إخبار عن حكمه بالعدل والحق من غير محاباة ؛ وجائز أن يقال إن حكماً أحسن من حكم ، كما لو خُيِّر بين حكمين نصّاً وعَرَفَ أن أحدهما أفضل من الآخر ، كان الأفضل أحسن . وكذلك قد يحكم المجتهد بما غيره أوْلى منه ، لتقصير منه في النظر أو لتقليده من قَصَّرَ فيه .