قوله تعالى : { فَمَا لَكُمْ في المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ }{[986]} الآية :[ 88 ] : هؤلاء كانوا أسلموا بمكة ولم يهاجروا ، وكانوا يعينون المشركين على المسلمين تقية وتحبباً إليهم .
قال الله تعالى : { فَلاَ تَتخِذُوا مِنْهُمْ أًوْلِيَاءَ حَتى يُهَاجِرُوا فيِ سَبِيِلِ اللهِ{[987]} } :
يعني يسلموا ويهاجروا ، لأن الهجرة تتبع الإسلام ، وهو كقوله تعالى : { مَا لَكُمْ مِنْ وِلاَيَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتى يُهَاجِرُوا }{[988]} وكل ذلك كان حالة كانت الهجرة فرضاً ، وقال عليه السلام : " أنا بريء من كل مسلم أقام بين أظهر المشركين ، وأنا بريء من كل مسلم مع مشرك ، قيل : لم يا رسول الله ؟ قال : لأبرأ آثارهما " ، ثم نسخ فرض الهجرة ، وروى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة : " لا هجرة ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا{[989]} " ، قال عليه السلام : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه{[990]} " .