28 قوله تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين } : |آل عمران : 28|
وهذا النهي إنما هو أن يظهر الإنسان اللطف بالكفار والميل إليهم ، وإن كان لا يعتقد ذلك . وقد اختلف في سبب هذه الآية . فقال ابن عباس : كان كعب ابن الأشرف{[2263]} ، وابن أبي الحقيق وقيس ابن زيد وقد بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم{[2264]} ، فقال رفاعة ابن المنذر وعبد الله ابن جبير ، وسعيد ابن خيثمة{[2265]} لأولئك النفر : اجتنبوا{[2266]} أولئك اليهود ، واحذروا مباطنتهم ؛ فأبى ذلك{[2267]} النفر إلا مباطنة اليهود ، فنزلت الآية .
وقال آخرون : نزلت الآية {[2268]} في قصة حاطب{[2269]} بن أبي بلتعة{[2270]} وكتابه إلى أهل{[2271]} مكة . والآية عندي على العموم في هذه القصة وغيرها{[2272]} ، ويدخل تحتها فعل أبي لبابة في إشارته إلى خلقه حين بعثه {[2273]} النبي صلى الله عليه وسلم في استنزال بني قريظة ، ثم أباح الله تعالى اتخاذهم أولياء في الظاهر بشرط الاتقاء فقال : { إلا أن تتقوا منهم تقاة } {[2274]} ، وذهب {[2275]} قتادة إلى أن معنى الآية : { إلا أن تتقوا منهم تقاة } من جهة صلة الرحم أي ملامة ، فالآية عنده مبيحة للإحسان إلى القرابة {[2276]} من الكفار .