7 - قوله تعالى : { منه آيات محكمات } : |آل عمران : 7|
قد{[2247]} اختلف العلماء{[2248]} في تفسير المحكم والمتشابه اختلافا كثيرا .
والصحيح على مقتضى اللغة أن المحكم يرجع إلى معنيين .
أحدهما : المكشوف المعنى الذي لا يتطرق إليه احتمال ولا إشكال والمتشابه يتعارض فيه الاحتمال . والثاني : أن المحكم ما انتظم وترتب ترتيبا مفيدا{[2249]} إلا أن{[2250]} هذا لا يقابله متشابه ، وإنما يقابله المثبج{[2251]} والفساد .
وقد يجوز على مقتضى اللغة أن يعبر بما يتشابه {[2252]} في اللفظ المشترك وقد يطلق على ما ورد من صفات الله تعالى ما {[2253]} يوهم ظاهره {[2254]} الجهة والتشبيه{[2255]} . وقد سمى الله تعالى المحكمات : { أم الكتاب } [ آل عمران : 7 ] ، أي أصل الكتاب وذلك يقتضي رد المتشابهات إلى المحكمات لتفهم منها فيؤخذ من هذا{[2256]} أن المتشابه هو المحتمل للمعاني فيعرف المراد منه برده إلى المحكم وإن كان كثير منه يستدل بالأدلة العقلية على معرفة المراد منه .
وقد يجوز أن تسمّى المحكمات بمعنى أنها أنفع للناس وأفضل من المتشابهات كما تسمى فاتحة الكتاب : { أم الكتاب } ، ومكة : { أم القرى } {[2257]} وقد يجوز أن تسمى المحكمات ؛ لأن معناها بين ، فتستنبط منه الفوائد وتقاس عليه المسائل{[2258]} والذي يرجع إلى الأحكام{[2259]} من هذا أن تأويل ما يتعلق/ بالأحكام الشرعية واجب وما يتعلق بها فلا {[2260]} يجب تأويله .
وهل يحرم أم لا ؟ اختلف فيه وقد ظن قوم أنه لا يجوز ؛ لظاهر قوله تعالى : { فأما الذين في قلوبهم زيغ } الآية [ آل عمران : 7 ] ، وجعلوا الوقف عند قوله : { إلا الله } . ومن الناس من حرم تأويل المتشابهات تعويلا على ذلك الظاهر والأكثر على جواز التأويل وعلى ذلك اختار قوم{[2261]} الوقف{[2262]} على قوله : { والراسخون في العلم } .