وقوله تعالى : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } :
زينة الله تعالى هي ما سنته الشريعة . وفي قوله تعالى : { قل من حرم زينة الله } دليل على جواز لباس كل ما يتزين به إلا ما خصصه الشرع . فمن ذلك لباس الحرير ، وقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال : الجواز والمنع والجواز للنساء والمنع للرجال وهو المشهور . وإذا قلنا بمنعه للرجال فهل يباح له في الحرب أو للحكة فيه قولان . ومن ذلك لباس الخز وقد اختلف فيه أيضا فأجازه قوم وكرهه آخرون . وروي عن مالك جوازه/ وأنه كان يلبسه {[8353]} . ومن ذلك الثوب فيه على الحرير وقد اختلف فيه أيضا {[8354]} . ومن ذلك الفرش المصورة والنمارق والستور ونحو ذلك وفيه خلاف . وبظاهر الآية يحتج من أجاز شيئا من ذلك .
{ والطيبات } اختلف فيها . فقيل المحللات وقيل المستلذات وهو قول الشافعي . وأن ما ساق الشافعي إلى هذا تحريم المستقذرات كالوزغ وغيره {[8355]} وشرط من قال بهذا في المستلذات أن تكون من الحلال . وقد تقدم الكلام على نحو هذا .