وقوله تعالى : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل } :
اختلف في تفسيره فقيل القوة ذكور الخيل والرباط إناثها وهو قول عكرمة {[8768]} . وقيل القوة الرمي ، ومن حجتهم حديث عقبة بن عامر {[8769]} أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن القوة الرمي ثلاثا " {[8770]} . وقيل القوة السلاح {[8771]} . وقيل القوة كل ما يتقوى به في الحرب فحمل على عمومه ، ورباط الخيل على ما عدا القول الأول وربطها اعتدادها للحرب ذكورا كانت أو إناثا {[8772]} . والخطاب في هذه الآية عام في الإعداد لمن هو في الثغور {[8773]} . وهذا يجوز ارتباط الخيل في غير الثغور .
– وقوله تعالى : { وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم } :
اختلف في تفسيره فقيل الإشارة إلى بني قريظة {[8774]} وقيل إلى فارس {[8775]} وقيل إلى المنافقين{[8776]} وقيل بل إلى كل عدو للمسلمين {[8777]} غير الفرقة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يشرد بهم من خلفهم . وقيل الإشارة إلى الجن ، ورجح الطبري هذا وأسند فيه إلى ما روي أن صهيل الخيل ينفر الجن وأن الشياطين لا تدخل دارا فيه لجام للجهاد ونحو هذا .