قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار } :
اختلف فيها ، فقيل نزلت قبل الأمر بقتال الكفار كافة فهي من التدريج الذي كان في أول الإسلام . ويضعف هذا القول بأن الآية من آخر ما نزل . وقيل كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يجاوز قوما من الكفار غازيا لقوم أبعد منهم ، فأمر الله تعالى بغزو الأدنى فالأدنى إلى المدينة . وقيل الآية مبينة صور القتال كافة وهي مترتبة مع الأمر بقتال الكفار كافة . واختلف في الإشارة : بالذين يلونكم ، إلى من هي ؟ فقيل نزلت الآية {[9293]} مشيرة إلى قتال الروم بالشام لأنهم كانوا يومئذ العدو الذي يلي إذا كانت العرب قد عمها الإسلام ، والعراق بعيدة . ثم لما اتسع الإسلام توجه الفرض في قتال الفرس والديلم {[9294]} وغيرهما من الأمم . وقيل المراد بهذه الآية وقت نزولها العرب فلما فرغ منهم نزلت في الروم وغيرهم ، قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر .
وبعد هذه الآيات ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم {[9295]} استدل به ابن عباس على أنه لا يجوز أن يقال انصرفنا من الصلاة وإنما يقال قضينا الصلاة .