قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض } إلى قوله : { أليما } :
هذه الآية نزلت عتابا لمن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وكانت في عام تسعة من الهجرة غزا فيها الروم في عشرين ألفا بين راكب وراجل وتخلف عنه قبائل من الناس ورجال من المؤمنين {[9050]} كثير ومنافقون .
والعتاب في الآية إنما هو لمن عدى المنافقين وخص الثلاثة : كعب بن مالك {[9051]} وهلال بن أمية {[9052]} ومرارة بن الربيع {[9053]} بالتشديد في العتاب وفي التذنيب لما كانوا عليه من النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكونهم من أهل بدر وممن كان يقتدى به وكان تخلفهم لغير علة {[9054]} .
وقوله : { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما } اختلف فيه هل هو منسوخ أم لا ؟ فقال ابن عباس وهي منسوخة بقوله تعالى : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة } [ براءة : 122 ] / وكذلك قال الحسن وعكرمة {[9055]} فيها وفي قوله : { ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا } الآية [ براءة : 120 ] أنهما منسوختان بقوله تعالى : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة } . وقال جماعة هي محكمة وهو من باب العموم والخصوص ولا نسخ .