/م27
ولعل استخدام كلمة «بالحق » في هذه الآية جاء للإِشارة إلى أن القصّة المذكورة قد أضيفت لها خرافات مختلفة ،ولبيان أنّ القرآن الكريم جاء بالقصة الحقيقية التي حصلت بين ولدي آدم( عليه السلام ) .
ولا شك أنّ كلمة «آدم » الواردة في الآية ،تشير إلى أبي البشرية الحاضرة ،وإِنّ ما ذهب إِليه البعض مع أنّها إشارة إلى شخص من بني إِسرائيل اسمه «آدم » لا أساس له من الواقع ،لأنّ هذه الكلمة استخدمت مراراً في القرآن للدلالة على اسم أبي البشرية ،فلو صحّ الافتراض الأخير لوجب أن تشتمل الآيةأو الآياتالتي بعدها على قرينة تصرف الاسم عن مسماه الحقيقي الأوّل ،ولا يمكن لآية ( من أجل ذلك ...) التي سيأتي تفسيرها قريباً ،أن تكون قرينة على الافتراض المذكور كما سيأتي تفصيله .
وتواصل الآية سرد القصّة فتقول: ( إِذ قربا قرّباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ...) .
وقد أدت هذه الواقعة إلى أن يهدد الأخالذي لم يتقبل الله القربان منهأخاه بالقتل ويقسم أنّه قاتله لا محالة ،كما جاء في قوله تعالى في الآية: ( قال لأقتلنّك ) أما الأخ الآخر فقد نصح أخاه مشيراً إلى أن عدم قبول القربان منه إِنّما نتج عن علّة في عمله ،وأنّه ليس لأخيه أي ذنب في رفض القربان ،مؤكداً أنّ الله يقبل أعمال المتقين فقط حيث تقول الآية: ( قال إِنّما يتقبل الله من المتقين ) .