{وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون51 وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون52 وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون53 ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون54 ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون55} .
المفردات:
الرهبة:الخوف .
/م51
التفسير:
51{وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون} .
تحدث القرآن الكريم عن الوحدانية في الذات والصفات والأفعال ،ورد على المشركين وفنّد حججهم ،مثل قوله تعالى:{قل هو الله أحد} ،وقوله سبحانه:{لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} . ( الأنبياء:22 ) .
وفي هذه الآية الكريمة يقول الله تعالى:لا تتخذوا آلهة سواي ،ولا تعبدوا إلها آخر ،إنما الله إله واحد لا شريك له ،وأنا الخالق الرازق المحيي المميت ،الباعث ، المحاسب المجازي على القليل والكثير .
{فإياي فارهبون} .والمعنى:إن رهبتم شيئا فإياي فارهبون ،دون غيري ؛لأني أنا الذي لا يعجزني شيء . وقوله:{اثنين}صفة للفظ إلهين ، أو مؤكد له ،وخص هذا العدد بالذكر ؛ لأنه الأقل ،فيعلم انتفاء اتخاذ ما فوقه بطريق الأولى .
وقوله سبحانه:{إنما هو إله واحد} . بيان وتوكيد لما قبله وهو مقول لقوله سبحانه:{وقال الله ...} .أي: وقال الله لا تتخذوا معي في العبادة إلها آخر ،وقال أيضا:إنما المستحق للعبادة إله واحد ،والقصر في الجملة الكريمة من قصر الموصوف على الصفة ، أي:الله وحده هو المختص بصفة الوحدانية .
والمتأمل في هذه الآية الكريمة يراها قد اشتملت على ألوان من المؤكدات ،للنهي عن الشرك ،والأمر بإخلاص العبادة لله تعالى وحده ،تارة عن طريق التقرير ،{وقال الله ...} وتارة عن طريق النهي الصريح ،وتارة عن طريق التخصيص . وذلك لكي يقلعوا عن رذيلة الشرك ،ويؤمنوا بالله الواحد القهار36 .