المفردات:
جو السماء: الهواء المتباعد بين الأرض والسماء .
التفسير:
{ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون} .
ألم يشاهدوا الطير مرتفعات في جو السماء ،وفي طبقات الجو العالية ،قد يسر الله لها هذا الطيران ،فلا شيء يجذبها إلى أعلا ،ولا طريق تحتها يحفظها ،وإنما علمتها القدرة الإلهية أن تحرك أجنحتها ،حتى تتماسك في السماء بيد القدرة الإلهية ،التي أودعت في كل شيء ما تقوم به حياته ،وهذا المنظر لأسراب الطير منظمة ،في سرب بديع عجيب ،منظر يثير الدهشة والتأمل ،في قدرة القدير ،وجمال هذا الكون وتناسقه ،لكن الألف والعادة جعلت الناس ينظرون ،ولا تتحرك عندهم مشاعر الإيمان ،والإحساس بالنظام والتناسق والإبداع ،{وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون}( يوسف:105 ) .
إن في هذا الأمر آيات ودلائل لقوم يؤمنون ؛ بأن يد القدرة الإلهية هي التي سخرت هذا الكون ،وأبدعت نظامه ،فالهواء والفضاء ،وحركة الطير وقوانين الجاذبية ،كلها مسخرة بيد القدير ،الذي أبدع كل شيء خلقه ،إن في هذا التسخير والإبداع آيات وعلامات ،لمن تحرك في قلبه الإيمان بالله ،واليقين بقدرته وعظمته:
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه الواحد