المفردات:
ربطنا: شددنا وقوّينا ،وربط الله على قلبه ،أي: قوّى عزيمته .
قاموا: وقفوا بين يدي ملكهم الجبار دقيانوس .
إلها: أي: معبودا آخر لا استقلالا ولا شريكا .
التفسير:
14-{وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا} .
أي: ألهمناهم قوة العزيمة وصدق الإيمان ،وثبات اليقين ،حين وقفوا أمام الملك الظالم ديقيانوس في ثبات وصدق ،ولم يستجيبوا لدعوته لهم إلى عبادة الأوثان ،بل أعلنوا إيمانهم بالله وحده لا شريك له ،وقالوا:{ربنا رب السماوات والأرض} هو وحده خالق السماوات والأرض والكون كله ؛فينبغي أن نتوجه إليه وحده بالعبادة .
{لن ندعو من دونه إلها} .أي: لن نعبد من دون رب السماوات والأرض إلها ،لا على طريق الاستقلال ،ولا على سبيل الاشتراك ؛إذ لا رب غيره ولا معبود سواه .
{لقد قلنا إذن شططا} .
أي: إذا دعونا غير الله ،وعبدنا الأوثان أو الأصنام أو غيرهما ؛لقد أبعدنا عن الحق ،وتجاوزنا الصواب .
قال الآلوسي:
إنهم أشاروا بالجملة الأولى وهي:{ربنا رب السماوات والأرض} إلى توحيد الربوبية .
وأشاروا بالجملة الثانية:{لن ندعو من دونه إلها إلى توحيد الألوهية .1 ه .
فهم يعبدون الله وحده سبحانه رب السماوات والأرض ولا يعبدون مع الله آلهة أخرى من الأوثان .
وعبدة الأصنام كانوا يؤمنون بوجود الله ،وكانوا مع ذلك يعبدون آلهة أخرى يتقربون بعبادتنا إلى الله ،وهو انحراف في العقيدة .
وقد حكى القرآن عنهم قوله:{ولئن سألتم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ...( لقمان: 25 ،الزمر: 38 ) .
وقوله سبحانه حكاية عنهم:{ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى} .الزمر: 3 .
وكان أهل الجاهلية يقولون في تلبيتهم للحج: لبيك لا شريك لك ،إلا شريكا هو لك ،تملكه وما ملك .