{فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} .
/م35
المفردات:
الزلل: السقوط ،يقال زل في طين أو منطق يزل بالكسر زليلا ،وقال الفراء بالفتح زللا .
مستقر: أي قرار وأرزاق وآجال .
إلى حين: أي إلى وقت مؤقت ومقدار معين ثم تقوم القيامة ( 89 ) .
التفسير:
وسوس الشيطان لآدم وأغراه بالأكل من الشجرة فطرد الله آدم وحواء من الجنة إلى الدنيا ،وأوجب عليه أن يعمل ليكسب رزقه بعرق جبينه وكد يمينه ،وأن يمارس دوره في الحياة وفي خلافة الأرض ،وقد حذره الله من الشيطان وبين أن عداوة إبليس لآدم وذريته مستمرة إلى يوم القيامة .
{فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه} .
وبالتعبير المصور أزلهما ( انه لفظ يرسم صورة الحركة التي يعبر عنها وانك لتكاد تلمح الشيطان وهو يزحزحها عن الجنة ويدفع بأقدامها فتزل وتهوى ) .
عندئذ تمت التجربة:"نسى آدم عهده وضعف إمام الغواية"( 87 ) ،وعندئذ حقت كلمة الله وصرح قضاؤه .
{وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} .
المأمور بالهبوط هو آدم وزوجه وإبليس ،وهو المأثور عن ابن عباس ومجاهد وكثير من السلف .
{اهبطوا بعضكم لبعض عدو}: اهبطوا حال كون بعض أولادكم عدوا للآخر ( بما ركزه الله فيهم من غرائز صالحة للخير والشر ،يستغلها الشيطان فيوسوس لهم ويزين القبح حسنا فتندفع الغرائز نحو البغي والعدوان على الناس إلا من اعتصم بالشرع وحكم العقل فكان من المخلصين( 88 ) ،كما قال تعالى: لأغوينهم أجمعين* إلا عبادك منهم المخلصين .( الحجر 39-40 ) .
{ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين}
وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها "رواه مسلم والنسائي ( 90 ) .