/م16
18 - بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ .
القذف: الرمي البعيد .
الدمغ: أصل الدمغ: كسر الشيء الرخو ،ويراد به هنا: القهر والإهلاك .
زاهق: زائل ذاهب .
الويل: الهلاك .
بل هنا للإضراب ،أي: ليس من شأننا أن نتخذ لهوا ،ولكن من شأننا إحقاق الحق ،وإزهاق الباطل ،ومن هذا الحق: إرسال الرسل ،وإنزال الكتب ،وتكليف الرسل بالبلاغ والدعوة إلى الهداية ،والصراع بين الحق والباطل أزلي ،ولحكمة إلهية عليا أن يوجد في هذا الكون وسائل الهداية ،ووسائل الغواية ،وأن يكون مع الإنسان العقل والرسالات السماوية ،وأمامه وسائل الإغراء ،وهنا للاختبار والابتلاء ،إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً .( الكهف: 7 ) .
ومفردات الآية تصور الحق قذيفة موجهة إلى أم رأس الباطل ،فتشق دماغه ،فتنتهي حياته وتزهق روحه ،والقذف الرمي بسرعة .
فيدمغه ،يمحقه ويزيله .
قال القرطبي: وأصل الدمغ شج الرأس حتى يبلغ الدماغ .
قال صاحب الظلال:
والتعبير يرسم هذه السنة في صورة حسية متحركة ،فكأنما الحق قذيفة في يد القدرة ،تقذف به على الباطل ،فيشق دماغه ؛فإذا هو زاهق هالك ذاهب2 .
وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ .
ولكم أيها الكافرون الضالون العذاب الشديد ،مما تصفون الله به ،بأن له صاحبة أو ولدا ،أو أنه لا بعث ولا حساب ،أو التكذيب بالرسل وبرسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبالقرآن المجيد .