المفردات:
الجن: المراد بهم الشياطين ،أو ما يعمهم والملائكة .
وخرقوا: أي اختلقوا ،وافتروا .
التفسير:
100- وجعلوا لله شركاء الجن ...الآية .
عدد الله سبحانه وتعالى فيما سبق عددا من أنعمه على عباده التي تقتضي الاعتراف له بالألوهية ،وتفرده سبحانه عن الشريك ،لأنه هو الذي يخلق وينعم وحده .
وجعلوا لله شركاء الجن .
أي جعلوا الجن شركاء لله فعبدوهم وعظموهم كما عبدوه تعالى وعظموه .
وفي المراد بالجن هنا أقوال:
الأول: الملائكة حيث عبدوهم وقالوا إنهم بنات الله وتسميتهم جنا مجازا لاستتارهم عن الأعين كالجن .
الثاني: أن المراد بالجن هنا الشياطين ،حيث أطاعوهم كما يطاع الله .
الثالث: أن المراد بالجن هنا إبليس فقد عبدوه قوم وسموه ربا ومنهم من سماه إله الشر والظلمة وخص الباري بأنه إله الخير والنور .
وقد تكون العبادة حقيقة وقد تكون مجازا قال تعالى:
ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم .( يس: 60 ، 61 ) .
وخلقهم .
أي اتخذوا له سبحانه شركاء ،وقد خلقهم وحده فلا يصح أن يعبد سواه .
وجملة وخلقهم .حال من فاعل جعلوا أي وجعلوا لله شركاء الجن والحال أنهم قد علموا أن الله وحده هو الذي خلقهم دون الجن وليس من يخلق كمن لا يخلق .
وخرقوا بنين وبنات بغير علم .
أي واختلقوا وافتروا لله سبحانه بنين وبنات بغير علم بحقيقة ما يقولون ،بل عن جهل خالص بالله وبعظمته ،إذ لا ينبغي ما دام إلها أن يكون له بنون وبنات أو صاحبة أو أن يشاركه أحد في خلقه ،فلا يجوز أن ينسب إليه تعالى إلا ما قام الدليل على صحته .
وفي هذا تنبيه على تنزيه الله تعالى عن افتراء المفترين حيث ادعى المشركون أن الملائكة بنات الله ،وادعى اليهود أن عزيرا ابن الله ،وادعت النصارى أن المسيح ابن الله .
سبحانه وتعالى عما يصفون .
سبحانه .أي تنزيها له وتقديسا .
وتعالى .أي تباعد وارتفع عن قولهم الباطل .
عما يصفون .عما يصفه به هؤلاء الضالون من الأنداد والأولاد والنظراء والشركاء .