/م28
غورا: غائرا ،ذاهبا في الأرض لا ينال .
بماء معين: جار ،أو ظاهر سهل التناول ،أو تراه العيون لجريانه على الأرض .
قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين .
هنا تصريح بعذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة ،والآية تلمس قلوبهم فتقول: أخبروني ،إن ذهب ماؤكم بعيدا في الأرض ،لا تستطيع الدلاء أن تنقله إليكم ،هل هناك أحد غير الله يستطيع أن يأتيكم بماء ظاهر تراه العين ؟فمن فضل الله أن أجرى الماء للناس ،يستفيدون به في الزراعة والشرب ونواحي الحياة المتعددة .
قال تعالى: وجعلنا من الماء كل شيء حي ...( الأنبياء: 30 ) .
وقال سبحانه وتعالى: أفرأيتم الماء الذي تشربون* أأنتم أنزلتموه من المزن أن نحن المنزلون* لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون .( الواقعة: 68 -70 ) .
وبذلك تختم سورة الملك ،سورة أرست دعائم الإيمان بالله الخالق ،وحقيقة الابتلاء والرزق ،والعلم المطلق ،والسر والنجوى ،سورة تبين أن الكون كله في قبضة الله ،وفيها منهج حياة المؤمن مع ربه ومع نفسه ومع الناس .