قوله تعالى:{وإياك نستعين} [ الفاتحة: 5 ) كرّر{إيّاك} [ الفاتحة: 5] لأنه لو حذفه في الثاني لفاتت فائدة التقديم ،وهي قطع الإشراك بين العامِلَين ،إذ لو قال: «إيّاك نعبد ونستعين » لم يظهر أن التقدير إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ...أو إيّاك نعبد ونستعين!!
فإن قلتَ: إذا كان"نستعينك "مفيدا لقطع الاشتراك بين العامِلَين ،فلِمَ عدَل عنه مع أنه أخصر ،إلى"وإيّاك نستعين "؟
قلتُ: عدل إليه ليفيد الحصر بين العاملين مع أنه أخصر .
فإن قلتَ: فلِم قدّم العبادة على الاستعانة ،مع أن الاستعانة مقدمة ،لأن العبد يستعين الله على العبادة ليعينه عليها ؟
قلتُ: الواو لا تقتضي الترتيب ،أو المراد بالعبادة التوحيد({[4]} ) وهو مقدّم على الاستعانة على سائر العبادات .