قوله تعالى:{وخرّوا له سجّدا ...} الآية [ يوسف: 100] .
إن قلتَ: كيف جاز لهم أن يسجدوا ليوسف ،والسجود لغير الله حرام ؟ !
قلتُ: المراد بأنهم جعلوه كالقِبلة ،ثم سجدوا لله تعالىن شكرا لنعمة وُجدان يوسف ،كما تقول: سجدت وصلّيت للقبلة .
واللام للتعليل({[316]} ) أي لأجله سجدوا لله ،ومنه قوله تعالى:{رأيتهم لي ساجدين} [ يوسف: 4] أي إنما سجدت لله ،لأجل مصلحتي ،والسعي في إعلاء منصبي .
قوله تعالى:{وقد أحسن بي إذ أخرجني من السّجن وجاء بكم من البدو} [ يوسف: 100] .
إن قلتَ: لم ذكر"يوسف "عليه السلام ،نعمة الله عليه في إخراجه من السجن ،دون إخراجه من الجبّ ،مع أنه أعظم نعمة ،لأن وقوعه في الجبّ كان أعظم خطرا ؟ !
قلتُ: لأن مصيبة السجن كانت عنده أعظم ،لطول مدّتها ،ولمصاحبته الأوباش وأعداء الدين فيه ،بخلاف مصيبة الجبّ ،لقصر مدّتها ،ولكون المؤنس له فيه جبريل عليه السلام ،وغيره من الملائكة .
أو لأن في ذكر الجبّ"توبيخا وتقريعا "لإخوته ،بعد قوله:{لا تثريب عليكم اليوم} [ يوسف: 92] .