قوله تعالى:{فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا} [ الإسراء: 71] .
إن قلتَ: لم خصّهم بذلك ،مع أن أصحاب الشمال كذلك ؟
قلتُ: لأن أصحاب الشمال ،إذا نظروا إلى ما في كتابهم من الفضائح والقبائح({[383]} ) ،أخذهم من الحياء والخجل والخوف ،ما يوجب انقباض أنفسهم عن إقامة الحروف ،فتكون قراءتهم كلا قراءة ،وأمرُ أصحاب اليمين على العكس .
وأما قوله تعالى:{ولا يظلمون فتيلا} [ النساء: 49] فعائد إلى كل الناس ،لا إلى أصحاب اليمين خاصة ،وإنما خصّهم بذلك لأنهم يعلمون أنهم لا يظلمون ،ويعتقدون ذلك بخلاف أصحاب الشمال ،فإنهم يعتقدون أو يظنون أنهم يُظلمون .