قوله تعالى:{وإن الله ربّي وربّكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم} [ مريم: 36] .
قال ذلك هنا ،وقال في الزخرف{إن الله هو ربي وربكم} [ الزخرف: 64] بزيادة"هو "لأنه تعالى ذكر قصة عيسى عليه السلام هنا مستوفاة ،فأغنى ذلك على التأكيد ،بخلافه ثَمَّ ،ولذلك قال هنا:{فويل للذين كفروا} [ مريم: 37] وفي الزخرف{فويل للذين ظلموا} [ الزخرف: 65] إذ الكفر أشدّ قبحا من الظلم ،فكان وصف من ذُكر بالكفر ،في المحلّ الذي استوفى فيه قصة عيسى ،أنسب بالمحلّ الذي أُجمل فيه قصّته .
وقال هنا:{أسمع بهم وأبصر} [ مريم: 38] وعكس في الكهف({[403]} ) ،لأن معناه هنا أنه تعالى ذكر قصص الأنبياء ،فاسمعها وتدبّرها ،واستعمل النظر فيها ببصيرتك ،ومعناه في الكهف أنه تعالى له غيب السموات والأرض ،فاجعل بصيرتك في الفكر في مخلوقاته ،وتدبّرها بحيث تصل إلى معرفته ،واسمع لصفاته ووحِّده ،فناسب تقديم السمع هنا ،والبصر ثَمَّ .