قوله تعالى:{وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} [ البقرة: 102] أي من السِّحر ،فهو معطوف على السِّحر قبله ،وسوّغ عليه تغايرهما لفظا ،والملكان أنزلهما الله تعالى لتعليم السّحر ،ابتلاء منه للناس({[42]} ) .
فإن قلتَ: هذا يدلّ على جواز تعليم السحر ،فلا يكون حراما!؟
قلتُ: الحرام تعليمه ليُعمل به ،لا ليُجتنب فإنه جائز ،كما لو سُئل إنسان عن الزّنا ،لزمه بيانه للسائل ليعرفه فيجتنبه({[43]} ) .
قوله تعالى:{وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} إلى:{لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [ البقرة: 102] .
إن قلتَ: كيف أثبت لهم العلم أولا مؤكدا بلام القسم ،ونفاه عنهم آخرا ؟
قلتُ: المثبت لهم علمهم بأن من اختار السِّحر ،ماله في الآخرة من نصيب ،والمنفيّ عنهم علمهم بحقيقة ما يصيرون إليه فيها .
أو المثبت لهم العلم مطلقا ،والمنفيّ عنهم العقل ،لأنه أصل العلم ،فإذا انتفى انتفى({[44]} ) .