قوله تعالى:{قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} [ البقرة: 120] قال ذلك هنا ،وقال في آل عمران:{قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ}({[46]} ) [ آل عمران: 73] .لأن معنى الهدى هنا"القِبلة "،لأن الآية نزلت في تحويلها ،وتقديره: قل إن قبلة الله هي الكعبة .
ومعناه ثَمَّ"الدِّينُ "لقوله تعالى قَبلُ:{وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} [ آل عمران: 73] وقوله تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [ آل عمران: 19] .
قوله تعالى:{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [ البقرة: 120] .
إن قلتَ: ما الحكمة في ذكر"الذي "هنا ،وذكر"ما "في قوله بعد: «من بعد ما جاءك من العلم » وفي الرعد:{بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ} [ الرعد: 37] ؟
قلتُ: المراد بالعلم في الآية الأولى"العلم الكامل "وهو العلم بالله وصفاته ،وبأنّ الهدى هدى الله ،فكان الأنسب ذكر"الذي "لكونه في التعريف أبلغ من"ما ".
والمراد بالعلم في الثانية({[47]} ) والثالثة({[48]} )"العلم بنوع "وهو في الثانية العلم بأن قبلة الله هي الكعبة ،وفي الثانية الحكم العربي ،فكان الأنسب ذكر"ما ".
ولقلّة النوع في الثانية ،بالنسبة إليه في الثالثة ،زيد قبل"ما "في الثانية"من "الدالة على التّبْعيض .({[49]} )