قوله تعالى:{بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا} [ البقرة: 170] عبّر هنا ب «ما ألفيناه » وفي المائدة({[60]} ) وفي لقمان({[61]} ) ب «ما وجدنا » لأن"ألفى "يتعدّى إلى مفعولين دائما ،و "وجد "يتعدّى إليهما تارة ،وإلى واحد أخرى ،كقولك: وجدت الضالّة فهو مشترك ،وألفى خاصّ ،فكان الموضع الأول أنسب به .
قوله تعالى:{أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [ البقرة: 170] .
إن قلتَ: لم قال هنا"لا يعقلون "وفي المائدة:{لاَ يَعْلَمُونَ}({[62]} ) [ المائدة: 104] ؟
قلتُ: لأنالعلم أبلغ درجة من العقل ،بدليل وصف الله به دون العقل ،ودعواهم ثَمَّ أبلغ من ههنا ،لقولهم ثَمَّ{حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا} [ المائدة: 104] وههنا{بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا} فكان الأنسب نفيَ كلٍّ بما يناسبه .