{فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [ البقرة: 203] .
إن قلتَ: ما فائدة قوله فيها:{وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [ البقرة: 203] مع أنه معلوم بالأولى مما قبله ؟
قلتُ: فائدته رفع ما كان عليه الجاهلية من أن بعضهم قائل بإثم المتعجل ،وبعضهم بإثم المتأخر .
أو المعنى: لا إثم على المتأخر في ترك الأخذ بالرخصة ،مع أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه .
فإن قلتَ: التعجيل في اليوم الثاني ،لا فيه وفي اليوم الأول ،فكيف قال:"في يومين "({[71]} ) ؟
قلتُ: المعنى في مجموع اليومين الصادق بأحدهما وهو الثاني ،كما في قوله تعالى:{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} [ الرحمن: 22] وهما لا يخرجان إلا منالملح من العذب .