قوله تعالى:{ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن ...} الآية [ الأنعام: 6] ،قاله هنا وفي النحل({[168]} ) ،بلا عاطف من واو أو فاء عقب الهمزة ،وفي الشعراء({[169]} ) بواو ،وفي سبأ({[170]} ) ،بفاء ...لأن مثل هذا الكلام يأتي للإنكار ،فإن اعتُبر فيه الاستدلال ،لم يؤت بواو ولا فاء ،ليكون كالمستأنف .
وإن اعتُبرت فيه المشاهدة أُتي بالواو والفاء ،لتدلّ الهمزة على الإنكار ،والواو أو الفاء على عطف ما بعدها ،على مقدّر قبلها يناسبه في المعنى ،المناسب لمعنى ما قبل الهمزة ،لكن الفاء أشدّ اتصالا بما قبلها من الواو ،والتقدير في الشعراء: «أكذّبوا الرسل ولم يروا » ؟.
وفي سبأ: «أكفروا فلم يروا » ؟