قوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولّوا عنه وأنتم تسمعون} [ الأنفال: 20] ثنّى في الأمر ،وأفرد في النهي ،تحرّزا بالإفراد عن الإخلال بالأدب من النبي صلى الله عليه وسلم ،عن نهيه الكفار في قِرانه بين اسمه واسم الله تعالى ،في ذكرهما بلفظ واحد ،كما رُوي أن خطيبا خطب فقال: «بئس خطيب القوم أنت ،هلاّ قلت: ومن عصى الله ورسوله فقد غوى »!!
أو أُفرد باعتبار عوده إلى الله وحده ،لأنه الأصل ،مع أن طاعة الله ،وطاعة رسوله متلازمتان .أو أنّ الاسم المفرد ،يأتي في لغة العرب ويُراد به الاثنان والجمع ،كقولهم: إنعام فلان ومعروفه يُغنيني ،والإنعام والمعروف لا ينفع مع فلان ،وعلى ذلك قوله تعالى:{والله ورسوله أحقّ أن يُرضوه} [ التوبة: 62] .