قوله تعالى:{فيقول ربّي أكرمن} [ الفجر: 15] .
إن قلتَ: كيف ذمّ من يقول{ربي أكرمن}({[689]} ) مع أنه صادق فيه لقوله تعالى:{فأكرمه ونعّمه} [ الفجر: 15] ومع أنه متحدّث بالنعمة وهو مأمور بالتحدث بها لقوله تعالى:{وأما بنعمة ربّك فحدّث} ؟[ الضحى: 11] .
قلتُ: المراد أن يقول ذلك ،مفتخرا به على غيره ،ومستدلا به على علوّ منزلته في الآخرة ،ومعتقدا استحقاق ذلك على ربه ،كما في قوله تعالى:{قال إنما أوتيته على علم عندي} [ القصص: 78] وكلّ ذلك منهيّ عنه ،وأما إذا قاله على وجه الشكر ،والتحدّث بنعمة الله تعالى ،فليس بمذموم بل ممدوح .