– قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } :
اختلف أيضا في سببه . فقيل نزلت بسبب عادة العرب من الجفاء وعلو الصوت والجهر وكان ثابت بن قيس بن شماس ممن في صوته جهارة ، فلما نزلت هذه الآية اهتم وخاف على نفسه وجلس في بيته ولم يخرج وهو كئيب حزين ، حتى عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فبعث إليه فآنسه وقال له : " امش في الأرض بسطا فإنك من أهل الجنة " وقال له مرة : " أما ترضى أن تعيش حميدا وتموت شهيدا " فعاش كذلك ثم قتل باليمامة يوم مسيلمة . وقيل إن سبب قصة أبي بكر وعمر المتقدمة . وحقيقة معنى الآية الأمر بالتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتوقير وحفظ الصوت بحضرته . وقد كره بعض العلماء رفع الصوت عند قبره عليه الصلاة والسلام وكره بعضهم رفع الصوت في مجالس الفقهاء تشريفا لهم لأنهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام {[10513]} .