وقوله تعالى : { وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد } :
اختلف في تأويله فقيل أراد التوجه إلى الكعبة . قاله مجاهد وغيره وقيل أراد إحضار النية إلى {[8327]} الله تعالى في كل صلاة كما تقول وجهت وجهي لله قاله الربيع . فلا يكون {[8328]} الوجه هنا الجارحة بل المراد به المعتقد {[8329]} . وقيل المراد بهذا اللفظ إباحة الصلاة في كل موضع من الأرض أي حيث كنتم فهو مسجد لكم تلزمكم عند الصلاة إقامة وجوهكم فيه . وقال قوم سببها أن قوما كانوا لا يصلون إلا في مساجدهم بين قبيلتهم {[8330]} فإذا حضرت الصلاة في غير ذلك من المساجد لم يصلوها فيها .