/م45
المفردات:
مسحورا: أي مخبول العقل ،فهو كقولهم:{إن هو إلا رجل به جنة} ( المؤمنون: 25 ) .
التفسير:
47-{نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} .
أي: نحن أعلم بالوجه الذي يستمعون به وهو الهزء والسخرية والتكذيب حين استماعهم ،وأعلم بما يتناجون به ويتسارون ،{إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} .أي: سحر فجن واختلط كلامه .
وهذه الكلمة ذاتها تحمل في ثناياها دليل تأثرهم بالقرآن ،فهم يستكثرون في دخليتهم أن يكون هذا قول بشر ؛لأنهم يحسون فيه شيئا غير بشري ،ويحسون دبيبه الخفي في مشاعرهم فينسبون قائله إلى السحر يرجعون إليه هذه الغرابة وهذا التميز في حديثه ،وهذا التفوق في نظمه ،فمحمد إذن لا ينطق عن نفسه ،إنما ينطق عن السحر بقوة غير قوة البشر ولو انصفوا لقالوا: إنه من عند الله ،فما يمكن أن يقول هذا انسان ولا خلق من خلق الله .