/م75
المفردات:
فتح الله عليكم: بين لكم خاصة ،أو حكم وقضى عليكم .
ليحاجوكم: ليخاصموكم ويقيمون عليكم الحجة .
عند ربكم: أي في كتاب ربكم وشرعه كما تقول: هو عند الله كذا ،أي كتابه وشرعه .
التفسير:
76- وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تفعلون .
وكان فريق من منافقيهم إذا لقوا الذين آمنوا قالوا مخادعين لهم آمنا بأنكم على الحق وأن محمدا هو النبي الذي جاء وصفه في التوراة .
وإذا خلا بعضهم إلى بعض عاتبهم الفريق الآخر على غفلتهم إذ تنزلق ألسنتهم في أثناء خداعهم للمؤمنين بعبارات تفيد خصومهم ولا يستدعيها الخداع ،أتحدثونهم بما فتح الله عليم ؟: أتخبرون المؤمنين بما فتح الله عليكم من أبواب العلم التي كتمناها عنهم كالبشارة بالنبي وعلاماته ،وأخذ الميثاق على أنبيائهم بالإيمان به ،وتبليغ أممهم أن يؤمنوا به وأن ينصروه إن أدركوا .ليحاجوكم به عند ربكم: أي ليقيموا عليكم به الحجة في كتاب ربكم وشرعه .
وقيل المراد بقوله: عند ربكم .يوم القيامة ،أي ليحاجوكم به يوم القيامة ،توبيخا لكم ،وزيادة في فضيحتكم على رؤوس الأشهاد ؟.
وهذا الرأي غير مقبول ،فإنهم عالمون بأنهم محجوجون بما في كتابهم يوم القيامة ،حدثوا به أو أخفوه ،فلا وجه لتوبيخ إخوانهم على إظهاره للمؤمنين ،إذا كان المراد بقوله: عند ربكم .يوم القيامة .
روى عن ابن عباس أن ناسا منهم أسلموا ثم نافقوا ،فكانوا يحدثون المؤمنين بما عذب به آباؤهم ،فقالت لهم اليهود: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ،أي بما حكم به عليكم من العذاب ،ليقولوا نحن أكرم على الله منكم ؟.
وقيل: إن عليا لما نازل قريظة يوم خيبر سمع سب رسول اللهصلى الله عليه وسلمفانصرف إليه وقال: يا رسول ،لا تبلغ إليهم ،وعرض له فقال: أظنك سمعت شتمي منهم لو رأوني لكفوا عن ذلك ،ونهض إليهم ،فلما رأوه أمسكوا .فقال لهم: «أنقضتم العهد يا إخوة القردة والخنازير أخزاكم الله وأنزل بكم نقمة » فقالوا: ما كنت جاهلا يا محمد فلا تجهل علينا ،من حدثك بهذا ؟ما خرج هذا الخبر إلا من عندنا ( 200 ) .
والتعبير بالفتح في قولهم: بما فتح الله عليكم .للإيذان بأنه سر مكتوم وباب مغلق في وجه غيرهم فلا ينبغي أن يطلع عليهم سواهم .