/م1
المفردات:
يغضون أصواتهم: يخفضونها ،و يلينونها .
امتحن الله قلوبهم: طهرها ونقاها ،وكما يمتحن الصائغ الذهب بالإذابة والتنقية من كل غش .
التفسير:
3-{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} .
إن الذين يخفضون أصواتهم عند محادثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أو محادثة أحد بجواره ،هؤلاء قوم نقى الله قلوبهم ،وأخلص سريرتهم بالتقوى ،وهي الخوف من الجليل ،والعمل بالتنزيل ،والاستعداد ليوم الرحيل .
هؤلاء الذين تأدبوا بأدب الإسلام ،واستجابوا لدعوة القرآن ،فراعوا الإجلال والتوقير ،والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،وخفضوا أصواتهم عند مجلسه ،أو أثناء محادثته هؤلاء ،{لهم مغفرة وأجر عظيم} .
لهم مغفرة لذنوبهم ،وستر لعيوبهم ،ومحو لخطيئاتهم ،وتثبيت لحسناتهم ،وثواب عظيم على خفضهم لأصواتهم عند نبيهم .
ملاحظة
الامتحان هو الاختبار ،وأصله من اختبار الذهب وإذابته ،ليخلص جيده من خبيثه ،والمراد أن الله أخلص هذه القلوب لمراقبته سبحانه .
قال الزمخشري في تفسير الكشاف:
{امتحن الله قلوبهم للتقوى ...} من قولك: امتحن فلان لأمر كذا وجرب له ،ودرب للنهوض به ،فهو مضطلع به ،غير وان عنه ،والمعنى: أنهم صبروا على التقوى ،أقوياء على احتمال مشاقها .اه .
وقد التزم المسلمون بهذا الأدب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد مماته ،فقد سمع عمر بن الخطاب رجلا يرفع صوته في المسجد النبوي ،فقال له: من أين أنت أيها الرجل ؟فقال: من الطائف ،فقال له عمر: لو كنت من أهل المدينة لأوجعتك ضربا .