المفردات:
لفشلتم: لجبنتم وتهيبتم لقاء العدو ؛من الفشل وهو ضعف مع جبن .
بذات الصدور: أي: بما تطوي عليه القلوب .
43 –{إذ يركيهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور} .
تذكر الآية الرسول الأمين ،والمؤمنين بفضل الله تعالى عليهم ومنته العظيمة ؛حيث يسر لهم أسباب النصر على عدو أكثر عددا وعدة ومددا .
ومن هذه النعم: إلقاء الشجاعة والقوة في قلوب المؤمنين ،وإلقاء الاسترخاء والتهاون في قلوب الكافرين ؛ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في منامه أن عدد الكفار قليل ،فأخبر بذلك أصحابه ؛فكان تثبيتا لهم ،وتشجيعا لهم على قتال عدوهم .
قال الشوكاني في تفسير فتح القدير:
والمعنى: أن النبي صلى الله عليه وسلم رآهم في منامه قليلا ؛فقص ذلك على أصحابه ،فكان ذلك سببا لثباتهم ،ولو رآهم في منامه كثيرا ؛لفشلوا وجبنوا عن قتالهم وتنازعوا في الأمر هل يلاقونهم أم لا ؟
{ولكن الله سلم} وعصمهم من الفشل ،فقللهم في عين رسول الله صلى الله عليه وسلم .ا ه .
{إنه عليم بذات الصدور} .
أي: يعلم ما سيكون فيها ،من الجرأة والجبن والصبر والجزع ؛ولذلك دبر ما دبرxxix .