وقوله تعالى:
43{ إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور} .
{ إذ يريكهم الله في منامك قليلا} منصوب ب ( اذكر ) ،أو بدل آخر من{ يوم الفرقان} .وذلك أن الله عز وجل أراه إياهم في رؤياه قليلا ،فأخبر بذلك أصحابه ،فكان تثبيتا لهم وتشجيعا على عدوهم{ ولو أراكهم كثيرا لفشلتم} أي لجبنتم وهبتم الإقدام{ ولتنازعتم في الأمر} أي أمر الإقدام والإحجام ،فتفرقت كلمتكم{ ولكن الله سلم} أي عصم وأنعم بالسلامة من الفشل والتنازع بتأييده وعصمته{ إنه عليم بذات الصدور} أي يعلم ما سيكون فيها من الجرأة والجبن والصبر والجزع .ولذلك دبر ما دبر .