قوله تعالى:{قال يا قوم أرآيتم إن كنت على بيّنة من ربي وآتاني رحمة من عنده ...} [ هود: 28] .
قال هنا بتقديم"رحمة "({[287]} ) على الجار والمجرور ،وعكس بعد في قوله{وآتاني منه رحمة} وفي قوله{ورزقني منه رزقا حسنا}({[288]} ) [ هود: 88] ليوافق كلّ منهما ما قبله ،إذ الأفعال المتقدمة هنا وهي:"ترى ،ونرى ،ونظن "لم يفصل بينها وبين مفاعليها جار ومجرور ،والفعل المتقدم بعد ،وهو"كان "في الثاني و "نَفْعَلُ "في الثالث ،فصل بينه وبين مفعوله جار ومجرور ،إذ خبر"كان "كالمفعول .
فإن قلتَ: لم قال في الأولين"وآتاني "وفي الثالث"ورزقني "؟ !
قلتُ: لأن الثالث تقدَّمه ذكر الأموال ،وتأخّر عنه قوله"رزقا حسنا "وهما خاصّان ،فناسبهما قوله"ورزقني "بخلاف الأولين فإنه تقدّمهما أمور عامة ،فناسبها قوله({[289]} )"وآتاني ".