قوله تعالى:{تسبّح له السموات السبع والأرض ومن فيهن} الآية [ الإسراء: 45] .ضمير"فيهن "عائد إلى السموات والأرض ،والتسبيح –وهو التنزيه- شامل للتسبيح بلسان المقال ،كما في المؤمنين ،وبلسان الحال({[378]} ) كما في سائر الموجودات ،إذ كلّ موجود يدلّ على قدرته تعالى ،وفي ذلك جمع بين الحقيقة والمجاز ،وهو جائز عند الشافعي رضي الله عنه .
فإن قلتَ: يمنع من شموله للثاني قوله{ولكن لا تفقهون تسبيحهم} [ الإسراء: 44] لأنه مفقوه لنا ؟
قلتُ: الخطاب فيه للكفّار ،وهم لم يفقهوا تسبيح الموجودات ،لأنهم أثبتوا لله شركا ،وزوجا ،وولدا ،بل هم غافلون عن أكثر دلائل التوحيد ،والنبوّة والمعاد .