قوله تعالى:{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ...} [ البقرة: 174] .
إن قلتَ: كيف نفى عنهم الكلام هنا ،وأثبته لهم في قوله:{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ الحجر: 92] .
قلتُ: المنفيّ هنا الكلام بلطف وإكرام ،والمثبت ثَمَّ سؤال توبيخ وإهانة ،أو في القيامة مواقف ،ففي موقف لا يكلمهم ،وفي موقف يكلمهم .ومن ذلك آية النفي المذكورة({[64]} ) ،مع قوله تعالى:{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [ الأنعام: 22] .