ثمّ تقول الآية في حديثها هذا: ( ثمّ أفيضوا من حيث أفاض الناس ) فهذا المقطع يتضمّن أمراً بالإفاضة أي بالاندفاع والحركة من المشعر الحرام إلى أرض منى .
ففي نهاية الآية تُعطي أمراً بالاستغفار والتوبة وتقول: ( واستغفروا الله إنّ الله غفور رحيم ) .
ففي هذا المقطع من الآيات إشارة إلى ثلاث مواقف من مواقف الحجّ ( عرفات ) وهي صحراء وتقع على بعد 20 كيلومتراً تقريباً من مكّة ويجب على الحجّاج أن يقفوا في هذا المحل من ظهر يوم التاسع من ذي الحجّة إلى غروب الشمس فيشتغلوا بالعبادة والذكر ،ثمّ الوقوف ب ( المشعر الحرام أو المزدلفة ) حيث يبيتون هناك ليلة عيد الأضحى ويبقون هناك إلى قبل طلوع الشمس مشغولين بالدعاء والمناجاة مع الله تعالى ،والثالث أرض ( منى ) وهي محل ذبح الأضاحي ورمي الجمرات وحلّ الإحرام وأداء مناسك العيد .
/خ199