{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}
/م221
/م222
المفردات:
الحرث: موضع النبت في الأرض التي تستنبت بها النساء لأنها منبت للولد كالأرض للنبات .
أنى شئتم: كيف شئتم من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار متى كان المأتي واحد وهو موضع الحرث .
التفسير:
أي لا حرج عليكم في إتيان نسائكم بأي كيفية شئتم ما دام في موضع الحرث ،فالشارع لا يقصد إلى إعناتكم وحظر اللذة عليكم .
سبب النزول:
أخرج البخاري وجماعة عن جابر قال:"كانت اليهود تقول إذا أتى الرجل امرأته من خلفها في فقبلها أي في فرجها ثم حملت جاء الولد أحول ... فنزلت "'204 ) .
وقد أباحت الآية ما حرمه اليهود من إتيان المرأة في موضع الحمل من جهة الخلف ،إذ جوزت إتيان المرأة من أية جهة شاءها الأزواج مادام ذلك في موضع الحرث .
والحرث: الزرع أي موضع الزرع لكم ،والكلام على التشبيه والتمثيل ،والمعنى: نسائكم موضع إنجاب الذرية لكم فأتوهن في مكان الإنجاب كيف شئتم من الأمام أو من الخلف ،أو نائمات على جنوبهن .وفسر ابن عباس: أنى شئتم بأي وقت شئتم من الليل والنهار .
{وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه}
ثلاثة أوامر متتالية تدعو إلى العمل الصالح ،واجتناب المعاصي أي قدموا لأنفسكم كل عمل صالح يقربكم إلى الله من تخير للزوجة ،وعناية بالذرية وحسن تربية الأولاد وعمل على غرس مفاهيم الإسلام .
والأمر بالتقوى يتكرر عقب آيات الأحكام .ومعنى التقوى خشية الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
والتذكير بلقاء الله واليوم الآخر حتى يلقى كل إنسان جزاء عمله .وتختم الآية بهذه البشرى:
{وبشر المؤمنين}
أي بشر المؤمنين بالفرج الجميل والجزاء الجزيل والثواب العظيم في الدنيا والآخرة ،فمن وجد الله وجد كل شيء ومن فقد الله فقد كل شيء ومن أطاع الله أطاع له كل شيء .
/خ223
***