/م50
{وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون} .
المفردات:
الكتاب: التوراة .
الفرقان: الآيات التي أيد الله بها موسى ودلت على صدق نبوته وبها يفرق بين الحق والباطل ،والشكر يكون لمن كان فوقك بطاعته ولنظيرك بالمكافأة ،ولمن دونك بالإحسان إليه .
التفسير:
ومعنى الآية الكريمة: اذكروا يا بني إسرائيل نعمة إعطاء نبيكم موسى عليه السلام التوراة وفيها الشرائع والأحكام لكي تهتدوا بها إلى طريق الفلاح والرشاد في الدنيا ،والفوز والسعادة في الآخرة .
فالمراد بالكتاب التوراة التي أوتيها موسى عليه السلام ،فأل للعهد ،والفرقان هو ما يفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال ،وقد يطلق لفظ الفرقان على الكتاب السماوي المنزل من عند الله كما في قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ( الفرقان 1 ) .
كما يطلق على المعجزة في قوله: لقد آتينا موسى وهارون الفرقان . ( الأنبياء 48 ) . أي المعجزات ؛لأن هارون لم يؤت وحيا ،والمراد بالفرقان في الآية التي نفسرها ويكون المراد بالعطف التفسير .
قال ابن جرير الطبري: ( وأولى الأقوال بتأويل الآية ما روى عن ابن عباس وأبى العالية ومجاهد ،من أن الفرقان الذي ذكر الله تعالى أنه آتاه موسى في هذا الموضع هو الكتاب الذي فرق به بين الحق والباطل ،وهو نعت للتوراة وصفة لها ،فيكون الكتاب نعتا أقيم مقامها استغناء به عن ذكر التوراة ،ثم عطف عليه الفرقان إذ كان من نعتها .وقوله تعالى: لعلكم تهتدون بيان لثمرة المنة بإيتاء التوراة لأن إتيان موسى الكتاب والفرقان المقصود منه هدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور .
ولكن بني إسرائيل قابلوا هذه النعمة بالجحود فامتدت أيديهم إلى التوراة فحرفوها ،كما شاءت لهم أهواؤهم وشهواتهم .