المفردات:
فتنا: ابتلينا ،يقال يفتنه فتنة ،أي ابتلاه وأضله وأحرقه واختبره .
التفسير:
وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين .شاءت إرادة الله تعالى ،أن يختبر بعض الناس بالغنى والجاه وأن يمنح بعض الناس الهداية والعلم مع فقرهم .
ومن الناس من لم يدرك هذه الحكمة السامية في توزيع أرزاق العباد ،فالمال رزق والهداية رزق والتقوى رزق والله أعلم حيث يوزع أرزاقه ومواهبه .
وقال الدكتور سيد طنطاوي:
ومعنى الآية: ومثل ذلك الفتن ،أي الابتلاء والاختبار ،جعلنا بعض البشر فتنة لبعض ليترتب على هذا الفتن أن يقول المفتونون الأقوياء في شأن الضعفاء: أهؤلاء الصعاليك خصهم الله بالإيمان من بيننا !وقد رد عليهم بقوله: أليس الله بأعلم بالشاكرين .أي أليس هو أعلم بالشاكرين له بأقوالهم وأفعالهم وضمائرهم ،فيوفقهم ويهديهم سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ( 87 ) .
وقد ذكر القرآن أن هذا المعنى في كثير من آياته ،مثل: وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه و إذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم .( الأحقاف: 11 ) .
وفي قصص الأنبياء السابقين ،نجد الأغنياء يقولون لنوح عليه السلام: وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادئ الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين .( هود: 72 ) .
وفي سورة الكهف يقول الله تعالى: واصبر نفسك مع الذين يدعون الله بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه وكان أمره فرطا * وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .( الكهف: 82: 29 ) .