قوله تعالى{الرحمن الرحيم} [ الفاتحة: 3] كرّره لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج ،وذكر في الآية الأولى المُنعم دون المُنعَم عليهم ،وأعادها مع ذكرهم بقوله:{ربّ العالمين} [ الفاتحة: 2] إلخ .
فإن قلتَ: الرحمن أبلغ من الرحيم فكيف قدّمه ؟وعادة العرب في صفات المدح الترقّي من"الأدنى "إلى"الأعلى "كقولهم: فلان عالم نِحرير ..لأن ذكر الأعلى أولا ،ثم الأدنى ،لم يتجدد بذكر الأدنى فائدة ،بخلاف عكسه ؟ !
قلت: إن كانا بمعنى واحد كندمان ونديم ،كما قال الجوهري وغيره فلا إشكال ،أو بأن"الرحمن "أبلغ كما عليه الأكثر({[3]} ) ،فإنما قدّمه لأنه اسم خاص بالله تعالى كلفظ"الله ".