قوله تعالى:{قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب} [ الرعد: 27] .
إن قلتَ: كيف طابق هذا الجواب قولهم{لولا أنزل عليه آية من ربّه} ؟[ الرعد: 27] .
قلتُ: المعنى قل لهم: إن الله أنزل عليّ آيات ظاهرة ،ومعجزات قاهرة ،لكن الإضلال والهداية من الله ،فأضلّكم عن تلك الآيات ،وهدى إليها آخرين ،فلا فائدة في تكثير الآيات والمعجزات .أو هو كلام جرى مجرى التعجب من قولهم ،لأن الآيات الباهرة المتكاثرة ،التي ظهرت على يد النبي صلى الله عليه وسلم ،كانت أكثر من أن تشتبه على العاقل ،فلما طلبوا بعدها آيات أخر ،كان محلّ التعجب والإنكار ،فكأنه قيل لهم: ما أعظم عنادكم!!إن الله يضلّ من يشاء ،كمن كان على صنيعكم ،من التصميم على الكفر ،فلا سبيل إلى هدايتكم ،وإن أنزلت كلّ آية!!ويهدي من كان على خلاف صنيعكم .