قوله تعالى:{لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ} [ البقرة: 61] .
إن قلتَ: كيف قالوا:{عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ} وطعامهم كان طعامين"المَنُّ "و "السَّلوى "؟.
قلتُ: المراد بالواحد ما لا يختلف ولا يتبدّل({[32]} ) ،أو بالطعامين أنهما ضرب واحد ،لأنهما من طعام أهل التلذّذ والتّرف ،أو أنهما كانا يؤكلان مختلطين .
قوله تعالى:{وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [ البقرة: 61] .عرّف الحق هنا ،ونكّره في"آل عمران "({[33]} ) و "النساء "!لأن ما هنا لكونه وقع أولا إشارة إلى"الحق "الذي أذن الله أن يقتل النفس به ،وهو قوله:{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [ الإسراء: 33] فكان التعريف أولى ،وهناك أُريد به"بغير الحق "({[34]} ) في معتقدهم ودينهم ،فكان بالتنكير أولى .
فإن قلتَ: قتل النبيين لا يكون إلا بغير الحقّ ،فما فائدة ذلك ؟
قلتُ: فائدته التصريح بصفة فعلهم القبيح ،لأنه أبلغ في الشناعة .({[35]} )
فإن قلتَ: لِمَ مكّن الكافرين من قتل الأنبياء ؟
قلتُ: كرامة لهم ،وزيادة في منازلهم ،كمن يقتل في الجهاد من المؤمنين .({[36]} )