قوله تعالى:{يرونهم مثليهم رأي العين ...} [ آل عمران: 13] .
أي ترى الفئة الكافرة المسلمة بمثلي عدد نفسها ،أو بالعكس({[93]} ) على الخلاف .
إن قلتَ: هذا ينافي قوله في الأنفال:{وإذ يريكموهم إذِ التقيتم في أعينكم قليلا ويقلّلكم في أعينهم} [ الأنفال: 44] إذ قضيّته أن كلا منهما ترى الأخرى قليلة ؟
قلتُ: التقليل والتكثير في حالتين:
قلّل الله المشركين في نظر المؤمنين ،وعكسه أولا ،حتى اجترأت كلّ منهما على قتال الأخرى .
ثم كثّر الله المؤمنين في نظر المشركين لما التقيا ،حتى جَبُنوا وفشلوا .
وكثّر الله المشركين في نظر المؤمنين ،وأراهم إيّاهم على ما هم عليه –وكانوا في الحقيقة أكثر من المؤمنين- ليعلموا صدق وعد الله في قوله{فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين} [ الأنفال: 66] فإن المؤمنين غلبوهم في هذه الغزاة وهي"غزاة بدر "مع أنهم كانوا أضعاف عدد المؤمنين .