قوله تعالى:{ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ...} [ النساء: 22] .
إن قلتَ: المستثنى منه مستقبل ،والمستثنى ماضٍ ،فكيف صحّ استثناؤه من المستقبل ؟
قلتُ:"إلا "بمعنى"بعد "أو"لكن "كما قيل في قوله تعالى:{لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى}({[124]} ) [ الدخان: 56] والاستثناء هنا كهو في قوله:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم بهنّ فُلولٌ من قِراعِ الكَتائبِ
والمعنى: إن أمكن كون فلول السيوف من الكتائب عيبا ،فهو عيب فيهم ،فهو من باب التعليق بالمستحيل .
قوله تعالى:{إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا} [ النساء: 22] .
إن قلتَ: كيف جاء بلفظ الماضي ،مع أن نكاح منكوحة الأب ،فاحشة في الحال والاستقبال ؟
قلتُ:"كان "تُستعمل تارة للماضي المنقطع نحو: كان زيد غنيا ،وتارة للماضي المتّصل بالحال نحو{وكان الله غفورا رحيما ...} [ النساء: 96]{وكان الله بكل شيء عليما} [ الأحزاب: 40] ومنه{إنه كان فاحشة} [ النساء: 22] .